تُعنى الجهات والمؤسسات اليوم بالمشاريع الإعلامية حيث بدأت تُدرك حاجتها الماسة لأن يكون لها أصل إعلامي داخلي يُدير العملية ويُتقن مؤشرات الأداء بذكاء وخبرة احترافية تُمكنه من المُضي في تحسين الصورة وإدارة السُمعة للجهة، وما بين أن تكون عميلًا أو مزود للخدمة, يتكرر السؤال ذاته، كيف نُحسن من عملية الإنتاج الإعلامي في ظل اختيارك لفريقك وشريكك على حدًا سواء.
أتذكر جيدَا حين عملت في إحدى الجهات التي تخدم القطاع غير الربحي، التابعة لأفضل الجامعات السعودية والعالمية، كُنا بصدد التجهيز لمشروع ضخم لشركة الزيت الكُبرى في المنطقة، وكان من ضمن مهامنا البحث والتنقيب عن الشريك الإعلامي الذي سيرعى هذه الشراكة النوعية، استغرقت رحلة البحث عن الشريك أكثر من ثلاثة أشهر ، ما بين إنشاء قائمة الشركاء التي تجاوزت 30 شركة محلية ووطنية, ومراسلتها لقياس سرعة استجابة الاتصال المؤسسي الذي تتحلى به، حيث تقوم بإرسال السكوب الإعلامي المطلوب, ومن ثم نبدأ بعملية تحليل الأعمال ودراسة مدى قوة وصولها من خلال :
1. السمعة والمصداقية
• أن يتمتع الشريك الإعلامي بسمعة طيبة ومصداقية عالية في المجال.
• لديه سجل حافل بالتعاون الناجح مع جهات أخرى.
2. الجمهور المستهدف
• توافق جمهور الشريك الإعلامي مع الجمهور المستهدف من الحملات أو الأنشطة.
• وجود قاعدة جماهيرية كبيرة ومتفاعلة في المنطقة أو المجال المطلوب.
3. التخصص والمجال الإعلامي
• تخصص الشريك الإعلامي في مجالات تتناسب مع طبيعة النشاط أو الرسالة المراد إيصالها.
• توفر منصات إعلامية متعددة (تلفزيون، راديو، مواقع إلكترونية، منصات تواصل اجتماعي).
4. القدرات الفنية والإبداعية
• قدرة الشريك على إنتاج محتوى إبداعي وجذاب.
• امتلاكه لفريق عمل محترف في إعداد المحتوى، الإخراج، والتوزيع.
5. التقنيات والإمكانات
• استخدام الشريك لأحدث الأدوات والتقنيات الإعلامية.
• توفر منصات إعلامية قوية ذات انتشار واسع.
6. التكاليف والعائد على الاستثمار
• أن تكون التكاليف مناسبة ومتناسبة مع الميزانية المتاحة.
• تقديم عروض تسويقية وإعلامية تحقق عائدًا ملموسًا على الاستثمار.
7. المرونة والالتزام بالمواعيد
• قدرة الشريك الإعلامي على التكيف مع احتياجات الجهة والعمل بمرونة.
• الالتزام بتسليم المشاريع ضمن الإطار الزمني المحدد.
8. التواجد الجغرافي والانتشار
• توفر الشريك الإعلامي على شبكة واسعة تغطي المناطق المستهدفة.
• قدرته على الوصول إلى جمهور محلي ودولي إن لزم الأمر.
9. الشفافية في التعامل
• وضوح العقود، البنود، وأساليب العمل.
• الشفافية في تقديم تقارير الأداء ونتائج الحملات الإعلامية.
10. التجربة السابقة والتوصيات
• الاطلاع على أمثلة من أعمال الشريك السابقة.
• طلب توصيات وآراء من شركاء أو عملاء سابقين.
من هنا نفهم أن عملية اختيار الشريك الإعلامي تحتاج في بداية الأمر إلى فهم ودراية تامة بالعمل الإعلامي والمواد الإعلامية التي ستنتجها الشركة من منتجات رقمية ومواد مرئية قابلة للترويج وإحداث فرق في مسيرة الجهة, لذا بعد أن تكتب "السكوب الإعلامي" لمنتجاتك وتحصي احتياجك وتبدأ في البحث عن شريك, أدرس تاريخ الشركة ومدى قدرتها على إدارة مشروعك الإعلامي بخبرة تؤهلك لتكون منافسًا في مجالك والقطاع الذي تتواجد به .
اجعل ملف الأعمال محاولة أولى وطريق يوصلك للشريك المثالي، ومن ثم أدرس منهجيتها في الإدارة لتكون الشراكة فيما بينكم قائمة على التكامل.
العملية الإعلامية متشعبة ولها بُعد ومدى يستحق منك أن تعرف أن قوة الفريق الذي يدير المشروع مع الشريك وفهمه لماهية وسياق العمل, وكيف يمكن أن يجوده ويخرجه بأفضل صورة ممكنة أمر في غاية الأهمية, حيث أن اطلاع الفريق على المخرجات المواكبة للسوق الإعلامي بشكل مستمر و واعٍ للاحتياج يعطيه مكانه ورصانة وتمركز.
يذكُر بسام السيد وعبدالعزيز هلابي في كتابهم المثري "رحلة المحتوى" للإعلام الرقمي, أهم المهارات والقدرات التي يجب أن يتمتع بها الفريق الإعلامي الذي يدير العمليات وهي :
1- الإدارة حيث يجيد إدارة ذاته وفريقه صغيرًا أم كبيرًا.
2- التخطيط وقدرته على بناء ومتابعة الخطة البسيطة والتنفيذية والاستراتيجية.
3- الحملات الإعلامية وقدرته على إقامتها والترويج لها سواء كانت صغيرة أو متوسطة أو كبيرة.
4- التصميم وإمكانياته في معرفة أهم البرامج الأساسية للتصميم.
5- المونتاج ومعرفته بالأعمال المتعددة وخبرته الاحترافية فيها.
6- التعليق الصوتي وحُسنه لقراءة النصوص وتشكيلها في مهارات الأداء الصوتي.
7- التصوير وإجادته باستخدام الكاميرات الاحترافية وفهمه لها.
8- خدمة العملاء وفطنته في إجادة التعامل والرد عليهم.
9- التحرير ومدى قدرته على تحرير المنشورات و التغريدات والأخبار والتقارير والمقالات والكتب والأدلة المختلفة.
10- التقارير وقياس الأثر وإتقانه لأدوات التقنية وإصدارها.
11- مُفكر إبداعي يجيد صناعة المحتوى وابتكار الأفكار الاتصالية.
12- سليم الكتابة وخال من الأخطاء اللغوية والنحوية.
إذا توفرت في فريقك أكثر من 8 مهارات من هذه فتمسك به، واستمع له وافهم مشكلاته ولا تتجاهل ضعف الشريك في البدايات, لأن تجاهلك قد يفاقم المشكلة ويجعل فريقك يعمل في دائرة مغلقة, لذا حاول أن تكون قريبًا ومتابعًا للعمل ومقدرًا لمحاولات الفهم في بداية الشراكة, لأن نفق البدايات لابد أن تمر به أي عملية إعلامية جادة.
الجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي اليوم يكتسح سوق الأعمال، وتُعد مهارة البحث والتحليل والفهم لاستخدام عمليات البحث في الـ AI قيمة مضافة لفريقك الذي يستطيع تحليل الأعمال الخام التي تُسلم من خلال الشريك والعمل الإبداعي الذي يستثمر الذكاء الاصطناعي للوصول لأفضل قيمة وخدمة.
أخيرًا يبقى "السكوب الإعلامي" الذي يتمحور نطاق العمل للخدمات المقدمة من الشريك للمنتجات الإعلامية خطوة رئيسية في بناء الشراكة حيث يمكنك تسكين الأعمال حسب احتياجك من أشكال المحتوى النصية والتصميمية والمرئية والصوتية، كمقاطع الفيديو والموشن جرافيك والتصاميم والتغطيات وغيرها و آليتها في التمكين ونقل المعرفة التي تنص على جدول الكميات وأسعارها المناسبة.
ختامًا كلما نصت العقود الإعلامية وبنيت على خبرات سابقة مع جهات حكومية وخاصة وغير ربحية, أعطت الشركة قوة ومنهجية في التنفيذ وإدارة الجودة والمخاطر بشكل أكبر.
أسعد بتقديم خدمة الاستشارة في المجال الإعلامي، عبر صفحتي الرئيسية في خانة خدمات فاطمة، شكرًا لكم.